برنسيس إيكاروس

Monday, September 12, 2022

سبتمبر 29 شأشارك

كتبت منى الشافعي سبتمبر 29 سأشارك *** ليكن هذا الشعار «سبتمبر 29 سأشارك» شعار كل مواطن كويتي غيور على ديرته وناسه من اللحظة، وحتى يوم الانتخاب . إذاً.. لنشارك جميعاً في الانتخابات المقبلة بكل فخر واعتزاز، وبكثير من الحماس، لممارسة حقنا الانتخابي، والإدلاء بأصواتنا الحرة، لاختيار مَنْ يمثلنا تحت قبة البرلمان الكويتي.. «صوت واحد لمرشح واحد» - من الجنسين-. *** في يوم الانتخاب، لنتذكر، ونعي كمواطنين، أن الصوت أمانة، وأننا أمام مسؤولية تاريخية، ولحظة مفصلية، صعبة، لأننا بهذا الصوت، وذاك الاختيار، سنرسم ملامح جديدة لمستقبل الكويت الحرة الجميلة الغالية على قلوبنا.. وبالتالي نتمنى علينا جميعاً بكل أطيافنا أن نُحسن الاختيار، بعيدا عن الانتماءات الطائفية او المذهبية، الحزبية او القبلية، العائلية او تلك الضغوطات الخارجية أو الداخلية.. قريباً من الولاء للوطن، لأن الكويت تستحق هذا الحق، فمستقبلها ومستقبل أبنائنا وأحفادنا والأجيال القادمة أمانة في أعناقنا.. لذا ينبغي أن نبحث بدقة وتأن عن المرشح - من الجنسين - النظيف، الصادق، المستقيم، الذي يتحلى بالنزاهة والسمعة الذهبية البراقة.. الذي يحترم العقول، ويقدّر الوجود الإنساني، ويستطيع أن يعبّر عن أفكارنا وطموحاتنا، وتطلعاتنا، ورغباتنا، ويطالب بتحقيق أولوياتنا الحياتية التي تجمّد معظمها اكثر من ثلاثة عقود ، بحيث يركز جل اهتمامه على إحياء مشاريع التنمية التي توقفت عجلتها عن الدوران منذ زمن ليس بقصير، والالتفات إلى التطوير والإصلاح، ومحاربة الفساد الذي استشرى في جسد المجتمع، وتجذّر وعشش، ليقتلعه من جذوره، وليخرّب عشه، بالحق والعدل والقانون.. وليتطلع دائما إلى الأحسن والأفضل، لصنع حياة كريمة مريحة للأسرة الكويتية على امتداد أجيالها القادمة، وذلك بقدرته على تشريع قوانين جديدة تصب في المصلحة العامة، والرقابة بعين ذكية فاحصة . *** ومن المهم أن نختار عن قناعة ودراية من يتمتع بصفات تبتعد عن التفكير بالنفوذ الاقتصادي، أو السياسي.. شخص صاحب مبدأ، يحمل قضايا الكويت على راحة يده.. مثل هذا الإنسان موجود بيننا، يقول المثل «إذا خليت خرِبت>>. الأهم .. نتمنى أن نبتعد عن أصحاب الخطابات الجوفاء، الضحلة، والشعارات الخادعة الزائفة، كما حصل بكثرة خلال الأيام العجاف، في ساحة المزايدات على صوت المواطن.. تلك الخطابات التي تستغل براءة الشباب وعقولهم الطرية، وقلوب الناس البسطاء وعواطفهم الطيبة.. فلنتجاوز تلك الطروحات، والخطابات النارية، اللامسؤولة.. غير متناسين مقولة «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».. ويبدو اننا مع الاسف لدغنا أكثر من مرتين *** يا جماعة.. الإنسان الكويتي لا ينقصه الوعي ولا الإدراك، ولا الفطنة، ولا الثقافة، وقد زادته تلك التجارب الانتخابية ذات الحراك المتغيّر والمتبدّل وعياً، وحذراً، التي مرت عليه خلال العقود الماضية .. وبالتالي كلنا ثقة بأنه يستطيع بذكائه وحتى بفطرته الكويتية، أن يؤكد كفاءة مَنْ سينتخبه.. وحتما سيختار الأصلح، والأكفأ عن اقتناع وإيمان قويين.. بعون الله تعالى

Saturday, August 20, 2022

منى الشافعي بين سطور النقاد

منى الشافعي 

بين سطور النقاد 

***



 عن دار الفراشة للنشر والتوزيع صدر حديثاً كتاب منى الشافعي بين سطور النقاد 

.إعداد الأستاذ عدنان فرزات

إلى المهتمين والباحثين ، تجدونه في مكتبة رواق ، هاتف رقم 55401554  

.خدمة التوصيل متوفرة 

انستغرام  

Rowaq.bookstore 

Sunday, August 14, 2022

القاتل الخفي

القاتل الخفي !

***


     وصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع صوتي، دفعني للكتابة. وهذه مختصرات اقتطفتها مما ردده الصوت: «هناك قاتل خفي، حصد المئات، بل الألوف من البشر، دمّر دولاً، حطّم مواردها، شلّ اقتصادها، أعاقها علمياً، أعادها لحالة الصفر، القاتل يعيش بيننا. أصدمك أكثر، يمكن أن تكون أنت القاتل الخفي. تعتقد أنك بريء؟ فكّر، راجع قناعاتك، أفكارك، أعد حساباتك».
      ويكمل: «هذا القاتل النائم فيك، سيستيقظ في اللحظة التي تتخلى فيها عن قيمة التعايش. فتتحول إلى قاتل بسبب اشتعال نار الكراهية/ التصنيف/ الإقصاء. فتتوحش إذا فشلت في التعايش مع المختلفين عنك. والنتيجة حرب طاحنة، جنودها أنت وآلاف مثلك من أبناء الوطن الواحد. وبعد ذلك سنوات من النزاعات لا أحد ينتصر، غير الموت».
***
     نعم.. استفزني هذا الكلام الرائع، لأكتب عن التعايش السلمي والتسامح. مع أنني تطرقت لهذا المفهوم في أكثر من مقال، ولا يمنع هنا من التذكير حتى لا ننسى.
     فإذا نظرنا إلى ديننا الإسلامي السمح، فسنجده لا ينكر الأديان الأخرى، بل يشجّع التعايش معها بمحبة وأمن وأمان. أما التاريخ فيخبرنا أن الحضارة الإسلامية ذات ثقافة منفتحة على الحضارات الإنسانية الأخرى، غير متناسين أن جميع ثقافات العالم تنادي كالإسلام، بالمحبة والتسامح والإخاء، وعدم نبذ الآخر المختلف عنها، سواء بالعقيدة، أو اللون أو الشكل أو غيرها.
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». (الحجرات: 13).
إذاً، من الظلم أن تتصارع الشعوب، وتتبارى في سفك دماء الناس الأبرياء، بسبب الاختلاف في المعتقدات. فما بالك بأبناء الوطن الواحد. والأنكى أصحاب الدين الواحد؟!
     إذا أدركنا أن الأصل في الحياة هو الاختلاف، وأن التعدد والتنوع، سواء في العقيدة أو الفكر أو القدرات أو الإمكانات، وحتى اللون والشكل، أمر طبيعي، ومن سنن الله تعالى الفطرية. وأن هناك ضرورات حياتية مشتركة تستدعي هذا الاختلاط، وذاك التنوع، وإذا عرفنا أن الاختلاف ظاهرة إنسانية عالمية، لذا ينبغي علينا التعايش معها وتقبّل وجودها.
     وهكذا، ينبغي علينا تقبّل الآخر كما هو، واحترام اختلافه، والرغبة في التسامح والتعاون معه، لمصلحة الوطن والانسانية.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

2017القبس 27 مارس 

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية

الأميّة العلمية والفكرية والمهنية!

***


منى الشافعي 26 مارس، 2019

     ليست المرة الأولى التي أكتب حول هذا الموضوع، وسأظل أذكِّر نفسي وغيري بأهميته. المجتمعات العربية، ونحن جزء منها، هي مجتمعات تلقي واستهلاك؛ بمعنى لا دور يذكر لها بالنتاج العالمي من الانفجار المعرفي إلا فيما ندر. فهل فكرنا يوماً في تغيير نمط حياتنا الاستهلاكي؛ بحيث نسعى إلى تعديل صورتنا المقلوبة هذه، والقضاء على الأمية الثلاثية؛ العلمية والفكرية والمهنية، التي نعاني منها من عقود متراكمة؟! وحتى نجاري تطورات هذا العصر التكنولوجي المتسارع؛ علينا تغيير برامج التربية والتعليم التلقينية، التي شاخت وهرمت، وتقوقعت في مكانها منذ عشرات السنين، ولنبتعد عن تلقي المعلومات والمعارف والمخترعات الحديثة من غيرنا، ونتجاوزه إلى الاهتمام والرعاية والاحتضان، بالموهبة الذاتية، والعبقرية الشخصية التي نكتشفها عند أطفالنا وشبابنا الواعد المهتم بتطوير نفسه وموهبته، وتسليحها بكل ما هو جديد من العلوم والمعارف والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة، غير متناسين أن الشباب هو الاستثمار الحقيقي للدخل الوطني في المستقبل. ولنسارع في تنمية حب الاختراع والابتكار بكل أشكاله عند الشباب، بتنوعه العلمي والفكري والأدبي والفني، ونشجع مهاراته، ونعتني بأفكاره، والأهم توجيهه إلى التخصصات العلمية الحديثة والنادرة، خصوصا في فروع الطب والهندسة، والعلوم الحيوية وغيرها؛ -وهنا يأتي السؤال: الكويت دولة نفطية، ولا يوجد عندنا صناعة نفطية؟! – حتى نصل معه إلى مرحلة الخلق والإبداع، ومن ثم العطاء الذي نحن في أمسّ الحاجة له. وهنا يأتي دورنا، بالاهتمام بتأهيله حتى يستطيع أن يلحق بركب الحضارة المعرفية، والأهم أن يساهم بها، كونها لغة العصر التي لا غنى عنها أبداً، التي أجبرتنا على تحديها بمواجهتها والتعامل معها، ومتابعة كل ما هو جديد وحديث لحظة بلحظة بلا توقف، وإلا أصبحنا نشعر بالاغتراب المعرفي، والتخلف عن العالم المتطور، والتدفق الغزير من معلوماته المعرفية، والتضخم في الكم والنوع نتيجة تطورات التكنولوجيا العالمية، التي يبدو أنها لن تهدأ عن الجديد والحديث يومياً، خاصة منذ بداية القرن الحالي، والتي تستحيل ملاحقتها اليومية، ثم استيعابها وهضمها، فهي حقا كما أطلق عليها البعض تعبير «صدمة معلومات ومعارف». وبالتالي بالضرورة سيتخطانا العالم، ويدعنا نلهث وراءه من دون جدوى. فهل سنتغير؟! ومتى نبدأ بخطوتنا الأولى؟!

منى الشافعي

جريدة القبس

 للمزيد https://alqabas.com/649649/ 

.. بينالي سعاد الصباح !

***



    تبيّن الدراسات الاجتماعية أن المجتمع في حاجة دائماً إلى تنمية القوى البشرية ثقافياً في أركان ثلاثة هي؛ المبدع، الجمهور المشارك/ المتلقي، الراعي والمنشّط الثقافي. وكل هذه الأركان تحتاج الى رعاية من نوع خاص، خاصة القوى المبدعة التي تمثّل الثروة البشرية الوطنية، التي تحتاج إعداداً وتعهداً ورعاية، سواء من المؤسسات العامة أو الخاصة.
     وإذا تحقق للمبدع – مفكر، عالم، فنان، أديب – كل هذا الاهتمام والعطاء السخي، والاحتضان الفاعل، والرعاية الدائمة، والتشجيع المستمر للمزيد من إنتاجه الابداعي، فحتماً سيسهم المبدع وأعماله في تحريك التنمية الثقافية الإبداعية في كل مجالاتها في مجتمعه، التي بالضرورة سيستفيد المجتمع منها ويتطور حضارياً.
***
     أسعدني الحظ أن أكون إحدى المدعوات، لليلة الاحتفاء ببينالي د.سعاد الصباح للفن التشكيلي العربي، وتكريم الفائزين، التي أقيمت مؤخراً في مبنى الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وذلك بحضور ورعاية د.سعاد الصباح.
      يقول الأستاذ عبد الرسول سلمان رئيس الجمعية بكلمته: «..هذا البينالي أقيم بهدف تحفيز المنافسة الفنية بين المبدعين العرب وتشجيعاً من د.سعاد الصباح للفن التشكيلي العربي، الذي يعتبر أبجدية عالمية لفهم الحياة.. كما أعرب عن فخره واعتزازه برعايتها لهذا الحدث الكبير»، وأضاف أن «د.سعاد الصباح من أهم الرموز الادبية والثقافية في العالم العربي وستظل ظاهرة في جبين الثقافة العربية والعالمية».
       بينما قالت د.سعاد الصباح في كلمتها الأنيقة الرائعة: «..الأحباء، يا أصحاب القلوب الملونة بالبهجة والحكمة والطيش والحب.. أعبّر لكم أولاً عن امتناني لحضوركم وقبولكم أن تكونوا معنا لنرسم معاً حلماً جديداً.. نذهب به إلى حدود الشمس.. لا نريد واقعاً باهتاً ومحزناً ومتعباً، بل واقعاً يشبه أحلامنا، ويعكس ما في أرواحنا من انعتاق وحرية وطفولة وحياة، فتعالوا نهرب معاً إلى الحلم».
***
     أما التجول في المعرض الفني التشكيلي الذي احتضن رؤى ذاتية، وريشْاً متعددة الألوان والأشكال، وابتكارات فنية متجددة تحاكي الروح، والقلب، والعقل بموسيقى لونية جذابة، وبساطة رمزية عميقة المعنى، وجماليات مشعّة لكل عناصر الحياة الحية والمتخيلة، لأعمال 61 فناناً عربياً – من الجنسين – فقد كان ممتعاً وحلماً قد تحقق بفضل القائمين عليه، رعاية وإعداداً وإنتاجاً، وبحضور الجمهور الكثيف المتعطش للفرح والتنوع الثقافي، فنحن شعب يعشق الفرح ، يشجع الفن بكل صوره الراقية، ويستدعي التحضر، ويرنو للتجديد والتطوير.
     تحية للدكتورة سعاد الصباح، وتحية للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، على هذه الليلة الملونة بالفرح والمسكونة بالبهجة، وتهنئة من القلب للفنانين الفائزين والمشاركين، الذين أثروا هذه الليلة بإبداعهم، وساهموا في نجاح هذا المهرجان الفني المتميز!
منى الشافعي

جريدة القبس 13 فبراير 2017



 

فبرايرالكويت.. هلا وغلا

فبرايرالكويت.. هلا وغلا

***

 منى الشافعي 10 فبراير، 2019

         لشهر فبراير الكويت نكهة غير النكهات، وفرحة لا تشبه غيرها، وحضور مختلف يميزه. فمن ربيعه المعطر بزهور نويره الملونة، إلى البيوت والشوارع والطرقات، المحال والمولات والمعالم.. وغيرها التي تتباهى بجمال زينتها وبريق ألوانها، وتعدد أشكالها، التي تنثر الفرح وتجدد الحياة من حولنا، مروراً بأجمل أيامه المعطرة برائحة أعيادنا الوطنية، عيديّ الجلوس / الاستقلال والتحرير، الغالية علينا، التي فطرنا سنوياً على الاحتفال بها. وبمناسبة كل هذا الفرح، ينبغي علينا جميعاً بكل أطيافنا أن نعزز روح الوطنية لكويتنا الجميلة، وأن نمرن أنفسنا على نكران الذات، والعمل للمصلحة العامة، كي نحارب الفساد بالقضاء على كل صوره المرعبة المخيفة، والذي استشرى في معظم مؤسسات الديرة بغفلة منّا. والأهم الالتفات إلى تعزيز التنمية بكل أنواعها، حتى نضمن مستقبلاً زاهراً بأعياده، باسماً بأيامه. كما ينبغي أن نحترم الآخر ونتقبله كما هو، وليكن الإخاء والتسامح من شيمنا الجميلة، ولتتبار نفوسنا بنثر الحب والمودة بيننا، ذلك كي ننسى الأحقاد المزعجة، والشرور اللئيمة، التي أخذت تنخر بجسد الديرة الطيبة، ولنزين قلوبنا بصفحة بيضاء مشرقة، قبل أن نزين بيوتنا بالأنوار والأضواء البراقة. وبهذه المناسبة الحلوة، ينبغي أن يفاجئنا المسؤولون كل من موقعه بوضع حجر الأساس لأكثر من مستشفى ومدرسة، ومعهد تكنولوجي يعنى بالصناعات البترولية، لأن ديرتنا بلد نفطي، كما نطمح إلى أكثر من مسرح ومبنى ثقافي، في أكثر من محافظة، ولأكثر من مدينة جديدة لسكن الأسر الشابة التي لا تزال منذ سنوات بلا عدد تنتظر أرضا وقرضا، «والله يخليكم نبي مطار واحد.. بس» كما ينبغي أن ينتبه المسؤولون عن التربية والتعليم إلى وضع أسس واضحة، وآلية فاعلة، لتغيير وتطوير وتحديث المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات التي باتت عقيمة. وبالتالي، نتمنى على المسؤولين، حكومة، برلمانا، لجانا، أن تنتهي مشكلة إسقاط القروض، التقاعد المبكر، والجناسي ومشاكلها، ومشكلة المرور الأزلية التي باتت تقلقنا وتزعجنا جميعاً. وكل سنة والكويت جميلة، وفبراير أجمل.

 منى الشافعي

جريدة القيس

للمزيد https://alqabas.com/634796/ 

حين نشتري الوقت

 

حين نشتري الوقت!


 

     صافحتني جريدة القبس مؤخرا بعنوان شدّني «تكليف آخرين بشغل البيت يزيد السعادة»، فحفزني للكتابة، وسأقتطف منه المهم «.. أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، أن الأشخاص الذين يدفعون أجوراً لآخرين مقابل تنظيف منازلهم؛ أي يشترون وقتاً، يرون أنفسهم أكثر شعوراً بالرضا من الذين لا يفعلون ذلك»، وأضاف الباحثون «استخدام الأموال في شراء الوقت من الممكن أن يقلل ضيق الوقت ويعزز السعادة».
***
     حسب هذه الدراسة، نعتقد أننا جميعاً في الديرة سعداء لأننا نمتلك وقتاً مدفوع الأجر، فهناك من يساعدنا في كل شيء في حياتنا اليومية.
والحقيقة المؤلمة، أن أغلبنا يستغل هذا الوقت بطريقة سلبية لا تعادل ثمنه. فمثلا، السيدات يملأنه بالتسوق والزيارات والجلوس في المقاهي والمطاعم. والرجال متعة التسوق، أيضاً، تجذبهم بعض الوقت ،أما الديوانية فهي المتعة الأكبر، ولعب الورق «كوت بوستة» مع الربع، وغير ذلك من الأمور السلبية الأخرى، متناسين أن الوقت نعمة موهوبة للذي يعرف كيف يستغله بفاعلية. فهل فكرّنا بخلق برنامج يملأ هذا الفراغ لمصلحتنا؟!
***
     لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمعزل عن محيطه، خصوصا مع هذا الوقت المتسع الذي حصل عليه، وبالتالي يجب أن يزيد تفاعله بكل الأوقات، وبكل فترات حياته العمرية ولا يتوقف، حتى يظل يكتسب العلم والمعرفة والثقافة العامة، وكلها متع حياتية جميلة تسعد الإنسان وتبهجه، فمهما تعلّم الإنسان، إلا أن العلم لا يتوقف، ويا حبذا لو كسب بعض المهارات الجديدة في الكمبيوتر وبرامجه التكنولوجية الحديثة التي تنفعه في حياته اليومية ومتطلباتها.
     ومن الأمور الإيجابية الأخرى لاستثمار هذا الوقت، الاشتراك في الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعه، وهي كثيرة في الديرة، وهذا العمل الإنساني حتماً سيشعره بأهمية وجوده.
    ولا نغفل هنا أهمية الهوايات، فبعضنا يمارس أكثر من هواية، وبالتالي هذا المتسع من الوقت الذي دفع ثمنه، لماذا لا يستغله بتنمية هواياته، فممارسة الهواية تجلب السعادة وتريح الأعصاب. ومن أجمل الهوايات ممارسة الرياضة البدنية والروحية، وهي فرصة أيضاً لتحسين الصحة العامة. كذلك هواية القراءة والكتابة والرسم والتصوير وغيرها. ومن المهم استغلال بعض هذا الوقت في حضور الأنشطة والفعاليات الثقافية المنتشرة في كل مكان.
     ولا ننسى هنا الأمور الترفيهية والترويحية، فهي أيضا تملأ جزءاً من هذا الوقت الثمين، ولكن ليس كله.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».

منى الشافعي

جريدة القبس 21 أغسطس 2017